حول الإتحادية الوطنية للتعليم العالي و البحث العلمي
تجدون في هذه الصفحة نبذة حول الإتحادية الوطنية للتعليم العالي و البحث العلمي كما تجدون نبذة حول نضال الأمين العام الأستاذ مسعود عمارنة
حول الفيدرالية
تُعتبر الفيدرالية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي (FNESRS) التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين (UGTA) إحدى أهم وأعرق المؤسسات النقابية في الجزائر الحديثة، والتي تُجسد أسمى معاني التضامن والكفاح من أجل الدفاع عن حقوق ومصالح العاملين في منظومة التعليم العالي والبحث العلمي عبر الوطن. تأسست هذه الفيدرالية العريقة كجزء لا يتجزأ من الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى 24 فبراير 1956 خلال الكفاح المسلح الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي، حيث أسس تحت راية جبهة التحرير الوطني بقيادة الشهيد عيسات إيدير وهي اليوم تحمل نفس الروح النضالية والالتزام الراسخ بالمبادئ الوطنية في خدمة قطاع حيوي يُعتبر الأساس المتين للتنمية الشاملة والتقدم الحضاري في البلاد.
تهدف الفيدرالية بشكل أساسي ومتواصل إلى الدفاع المستميت عن المصالح المادية والمعنوية والمهنية للأساتذة الباحثين والباحثين الدائمين وجميع الموظفين والعمال العاملين في مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث العلمي عبر كامل التراب الوطني، وتعمل بشكل دؤوب ومنتظم على تطوير وتحسين ظروف العمل والبيئة المهنية والأكاديمية وتعزيز برامج التكوين المستمر والتأهيل والتخصص وتحسين الأوضاع الاجتماعية والمهنية والمعيشية لجميع منتسبيها ومنخرطيها. كما تسعى الفيدرالية بجدية واجتهاد إلى المشاركة الفعّالة والبنّاءة في إصلاح وتطوير وعصرنة منظومة التعليم العالي والبحث العلمي الوطنية من خلال الحوار المستمر والبنّاء مع السلطات الوصية والمساهمة الإيجابية في وضع السياسات العامة والقوانين الأساسية والتشريعات والقرارات التي تخدم هذا القطاع الحيوي والاستراتيجي في التنمية الوطنية.
تتكون الفيدرالية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي من خمس نقابات وطنية متخصصة ومترابطة تشمل النقابة الوطنية للأساتذة الباحثين الجامعيين والنقابة الوطنية للباحثين الدائمين والنقابة الوطنية لعمال البيداغوجيا والنقابة الوطنية لعمال الخدمات الجامعية والنقابة الوطنية لمستخدمي دعم البحث والتعليم عن بعد، وتعمل من خلال فروعها المحلية والجهوية المنتشرة عبر مختلف الجامعات ومراكز البحث والمؤسسات العلمية في الوطن على تقديم الخدمات والاستشارات القانونية والمهنية والاجتماعية لأعضائها وضمان حقوقهم وتمثيلهم في مختلف المحافل والمؤسسات.
تُنظم الفيدرالية بانتظام وبشكل دوري لقاءات محلية وجهوية ووطنية مع الوزارة الوصية ومسؤولي الجامعات ومراكز البحث لمناقشة مختلف الانشغالات والقضايا المهنية والاجتماعية والأكاديمية، وتُشارك بفعالية كبيرة في المفاوضات والحوار الاجتماعي مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حول القضايا الحيوية مثل التأهيل الجامعي والترقية المهنية والتكوين والتخصص والسكن الوظيفي والخدمات الاجتماعية والصحية والمسار المهني وتمويل البحث العلمي والتربصات بالخارج وتحسين ظروف العمل. وقد نجحت الفيدرالية في تحقيق مكاسب مهمة لأعضائها من خلال هذا الحوار البنّاء، حيث تم مؤخراً الاتفاق على تحسين شروط الاستفادة من برنامج السكن الترقوي المدعم (LPA) للأساتذة ومراجعة سقف الأجر المحدد للاستفادة وإعادة النظر في ميزانية التربصات بالخارج وتوحيد تاريخ فتح منصة الترشح للتربص بالخارج.
تُثمن الفيدرالية بشكل مستمر الجهود الاستراتيجية المبذولة من قبل قطاع التعليم العالي والبحث العلمي والتي تُرجمت إلى مكاسب وإنجازات ملموسة وهامة في الميدان، مثل تبوُّء الجامعات الجزائرية مراتب متقدمة في التصنيفات الدولية المرموقة وعصرنة شاملة للقطاع ورقمنته المتطورة وإطلاق منصات رقمية متقدمة مثل منصة SNDL للتوثيق الإلكتروني وبوابة "أدرس بالجزائر" لإدماج الطلبة الدوليين. كما تشيد بالإنجازات الضخمة المحققة في مجال البحث العلمي والتطوير والابتكار والمقاولاتية خلال السنوات الأخيرة، والتي تشمل إيداع 1376 طلب براءة اختراع واستحداث 33 مؤسسة ناشئة وإنشاء 341 مؤسسة مصغرة وتأسيس 20 مؤسسة اقتصادية فرعية وإطلاق 14 مشروع ابتكاري موجه نحو القطاع الاقتصادي وزيادة ميزانية البحث العلمي بنسبة 112 بالمائة بين سنتي 2022-2024 لتصل إلى 18 مليار دينار.
تُجدد الفيدرالية باستمرار دعمها الكامل واللامشروط للمساعي والمبادرات الحكومية الرامية إلى جعل الجامعة الجزائرية شريكاً فعّالاً وبنّاءً في الاقتصاد الوطني والمجتمع المدني، وتدعم بقوة المشاريع الطموحة مثل تدشين معمل تصميم الرقائق الإلكترونية بتكنولوجيات متعددة والذي يُعتبر الأول من نوعه وطنياً وسيمكن الجزائر من التحكم في تصميم الرقائق الإلكترونية وتصنيعها وإنشاء حاضنة الأعمال التي سترافق إنشاء 24 مؤسسة ناشئة في التكنولوجيات المتقدمة. وتعبر عن فخرها بالمكاسب الهامة المحققة لمختلف فئات العاملين في القطاع مثل القانون الأساسي الخاص الجديد للأساتذة الباحثين الاستشفائيين الجامعيين والذي يتضمن الاعتراف بالوظيفة البيداغوجية وإنشاء منصب المنسق البيداغوجي وتحسين النظام التعويضي.
تُواصل الفيدرالية عملها الدؤوب والمتواصل من أجل تحقيق طموحات وتطلعات وآمال جميع منتسبيها والعاملين في القطاع، وتُساهم بفعالية كبيرة ومسؤولية وطنية في بناء منظومة تعليم عالي وبحث علمي عصرية ومتطورة تُواكب أحدث التطورات العلمية والتكنولوجية العالمية وتُلبي متطلبات التنمية الشاملة والمستدامة للبلاد في مختلف المجالات، مُلتزمة بصدق وإخلاص بقيم العدالة الاجتماعية والتضامن الوطني والحوار البنّاء والديمقراطية التشاركية في سبيل خدمة الوطن والمواطن وبناء الجزائر الجديدة. وتؤكد الفيدرالية على دورها الرائد في تعزيز الحوار الاجتماعي وثقافة التشاركية في اتخاذ القرارات المتعلقة بالقطاع، مما يساهم في خلق بيئة عمل إيجابية ومحفزة للإبداع والابتكار والتميز الأكاديمي والعلمي، وتسعى باستمرار إلى تطوير آليات العمل النقابي وتحديث أساليب التواصل والحوار مع مختلف الأطراف المعنية لضمان تحقيق أفضل النتائج لصالح منتسبيها والقطاع ككل.
الأمين العام: الأستاذ مسعود عمارنة
تتشرف الفيدرالية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي بقيادة الأستاذ الدكتور مسعود عمارنة الذي يشغل منصب الأمين العام للفيدرالية، والذي يُعتبر من الرموز الأكاديمية والنقابية المرموقة في الوسط الجامعي الجزائري. البروفيسور عمارنة، الذي حصل على رتبة أستاذ التعليم العالي (بروفيسور) في مساره الأكاديمي المتميز، يُجسد بقيادته الحكيمة والمتبصرة النهج التشاركي والحوار البناء مع جميع الأطراف المعنية في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي. يتميز الأستاذ عمارنة بخبرته الواسعة في مجال العمل النقابي وقدرته الفائقة على تمثيل مصالح الأساتذة والباحثين على أعلى المستويات، حيث يقود بفعالية واقتدار الحوار المستمر مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومع السلطات الوصية حول القضايا الجوهرية التي تهم الأسرة الجامعية. يُؤكد دائماً على ضرورة تكريس ثقافة الحوار البناء والخطاب السلمي المتزن في نطاق الشراكة الاجتماعية الحقيقة، معتبراً أن الحوار والتشاور القائم في الأطر التي يكفلها القانون شرط من شروط الارتقاء وفعل يترجمه العمل النقابي الحضاري.
يبرز الأستاذ عمارنة من خلال قيادته المتميزة للفيدرالية حرصه الدائم على تحقيق التوازن بين المطالب المشروعة للعاملين في القطاع وبين المصلحة العامة للمؤسسة الجامعية والبحثية، مما جعله يحظى بثقة واسعة واحترام كبير من قبل الأساتذة والباحثين على الصعيد الوطني. وقد تمكن من خلال جهوده المتواصلة وحنكته في التفاوض من تحقيق مكاسب مهمة للعاملين في القطاع، حيث أشاد بقرارات رئيس الجمهورية الأخيرة المتعلقة بمراجعة القوانين الأساسية للأساتذة وتحسين أوضاعهم المادية والمعنوية، واصفاً هذه القرارات بأنها "تترجم ما تكرسه الدولة في إطار تنفيذ أحد التزامات رئيس الجمهورية الرامي إلى أن تكون الجامعة قاطرة المجتمع ومورده الاستراتيجي للارتقاء بالعلم والمعرفة وتشجيع الابتكار خدمة للتنمية الوطنية". كما أشاد بقرار توظيف حاملي شهادتي الماجستير والدكتوراه، واصفاً إياه بـ"الشجاع والحكيم" ومن شأنه "الحفاظ على كفاءات الجزائر ونخبها الجامعية".
يقوم الأستاذ عمارنة بزيارات منتظمة للجامعات ومراكز البحث عبر مختلف أنحاء الوطن، حيث يلتقي بالأساتذة والباحثين والنقابيين للاستماع إلى انشغالاتهم ومناقشة قضاياهم المهنية والاجتماعية والأكاديمية وقد شهدت جامعات عديدة مثل جامعة جيلالي ليابس بسيدي بلعباس وجامعة عباس لغرور بخنشلة وجامعة محمد الصديق بن يحيى بجيجل زيارات مهمة له، حيث عقد لقاءات مثمرة مع إدارات الجامعات وممثلي الفروع النقابية في إطار تعزيز التواصل والحوار ويحرص دائماً على التأكيد على أهمية الدور الذي تؤديه الجامعة الجزائرية في التنمية الوطنية وضرورة الارتقاء بها لتكون في مصاف الجامعات العالمية المتقدمة، مشيداً بالإنجازات المحققة في مجال البحث العلمي والابتكار والمقاولاتية.